Esnad-Head-Lastr.png
مفهوم إدارة المخاطر ونشأتها
مقدمة:

إدارة المخاطر هي النشاط الإداري الذي يهدف إلى التحكم بالمخاطر ومواجهتها بالشكل اللازم لتقليل الأثر السلبي الذي قد ينتج عن حدوثها، ويكمن دورها في عملية تحديد وقياس وتحليل المخاطر التي قد تتعرض لها المؤسسة، وإتخاذ الإجراءات اللازمة للتقليل منها أو القضاء عليها، وذلك من خلال الوسائل والأدوات المتخصصة في ذلك، وتعد هذه العملية مهمة وتمثل ركيزة أساسية في كافة المؤسسات، نظرًا لعدم وجود أي عمل أو نشاط خالٍ من المخاطر، بعضها يمكن التنبؤ بها والسيطرة عليها وبعضها يصعب التنبؤ بها والسيطرة عليها.

هذه المخاطر تتسبب في الخسائر وتقليل نسب الأرباح وقد تتسبب بوصول المؤسسة إلى مرحلة الإفلاس وتحديداً المؤسسات الصغيرة، لذلك فإن عملية إدارة المخـاطر تعد من الأمور الهامة التي قد يغفل عنها البعض أو لا يدرك مدى أهميتها.

أولاً: تعريف إدارة المخاطر:

تعرف “إدارة المخاطر” أو كما تسمي في الإنجليزية “Risk Management” بأنها عملية تحديد وقياس وتقييم وتحليل المخاطر ومراقبة التهديدات التي قد تتعرض لها المؤسسة أو رأس مالها والسيطرة عليها وتوفير الخطة المناسبة للتعامل مع تلك التهديدات وتقليل آثارها السلبية على المنظمة بأفضل الوسائل وأقل تكلفة ممكنة.

ومن هذا التعريف يتضح أن إدارة المخاطر تمثل تنظيم متكامل يهدف إلى مواجهة الخطر بأفضل الطرق والأساليب وأقل التكاليف الممكنة، وذلك عن طريق إكتشاف الخطر وتحليله وقياسه وتحديد الطرق المناسبة لحماية الشركة من آثار تلك المخاطر لتحقيق الهدف المطلوب.

قد تنتج تلك المخاطر والتهديدات من مصادر مختلفة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر التهديدات المتعلقة بالجوانب المالية وعدم الأمان المالي، والمسؤوليات والإلتزامات القانونية، والأخطاء الناتجة عن إستراتيجيات الإدارة، والحوادث والكوارث الطبيعة.

وتتمثل كفاءة إدارة المخاطر وفاعليتها الحقيقية في مدي جاهزيتها لمواجهة أي مخاطر متوقعة، وذلك من خلال تجهيز الخطط والسيناريوهات اللازمة ووضع سياسة ذات معالم واضحة لمجابهة كافة التهديدات، بحيث تقوم بدورها بشكل إستباقي ولا تنتظر أن تكون هي ردة الفعل بعد تحقق الخطر بشكل فعلي، ولذا تعد وظيفة مدير المخاطر أحد أهم الوظائف الإدارية لأي مؤسسة، فهي لا تقل أهمية أبداً عن المدير المالي والمدير الإداري ومدير المشروعات.

ثانياً: نشأة إدارة المخاطر:

تشير العديد من المصادر إلى أن بداية ظهور “إدارة المخاطر” بدأت بعد الحرب العالمية الثانية، وقتها لم تكن إدارة المخـاطر موضع إهتمام في مختلف المجتمعات، وبعد ذلك أصبحت إدارة المخاطر جزء من التأمين وإدارته، وبعد فتره أدركت المنظمات أن من الضروري أن يكون هناك إدارة مستقلة للمخاطر بعيدة عن إدارة التأمين، وظهر بعد ذلك ما يسمي بـــ “الحماية والتأمين الذاتي” للتعامل مع الأمور الخاصة بتكاليف الحوادث والأحداث غير المخطط لها.

فبدأت الشركات الكبرى في تطوير التأمين الذاتي ضد المخاطر، وذلك من خلال وضع مخصصات مالية لمجابهة المخاطر عن حدوثها فيمكن إستخدامها بسهولة لتغطية الخسائر ، وخاصة في حالات التقلبات التي قد تحدث بشكل مفاجئ في السوق، أو الحوادث الصناعية أو الكوارث الطبيعية، فالغرض من الحماية والتأمين الذاتي هو المساعدة في الحد والتقليل من إحتمالية حدوث خسائر، أو للمساعدة في إدارة تكاليفها قبل وقوعها.

بعد ذلك حدث تطور لمفهوم إدارة المخـاطر وتحديداً في القطاع المالي، حيث أصبحت إدارة المخـاطر المالية ذات أهمية لكثير من الشركات والهيئات بما في ذلك البنوك وشركات التأمين والمؤسسات المالية المعرضة لتقلبات الأسعار المختلفة مثل المخاطر المتعلقة بأسعار الفائدة وعوائد سوق الأسهم والسندات وأسعار صرف العملات وأسعار المواد الخام أو السلع.

هذا التطور نتج عن الزيادة الكبيرة في تقلبات الأسعار وعدم إستقرار قيمة العملات والمنتجات، وبعد ذلك صارت الأسواق متقلبة للغاية وساد وضع من عدم الإستقرار، مما دفع المنظمات المصرفية للبدء في تطوير مفاهيم ونماذج حديثة قائمة على المخاطر، وتوصلت إلى ما يعتبر في عصرنا الحاضر من أفضل نماذج إدارة المخـاطر المتعارف عليها.

فقد لاقت بعض الشركات الكبرى هزه كبيرة أثرت على إستقرارها نتيجة التقلبات الإقتصادية والمالية غير المدروسة، وتمثلت المخاطر المحيطة بتلك الشركات في ظهور منافسين جدد، وعدم مواكبة التقدم التكنولوجي في السوق، وإنخفاض حصص البيع والأرباح مما سمح للمنافسين بالإستحواذ على السوق، بل وصل الأمر إلى إفلاس البعض من تلك الشركات لعدم جاهزيتها لمواجهة الأحداث بالشكل الجيد.

تقوم إدارة المخاطر على تحديد ما يمكن أن يحدث من مخاطر بشكل مفاجئ، وتقييم المخاطر التي ينبغي التعامل معها، ووضع الخطط والإستراتيجيات اللازمة وتنفيذ الإستراتيجيات المناسبة للتعامل مع تلك المخاطر، فمن المؤكد أن الشركات التي حددت المخاطر المتوقعة ستكون أكثر استعدادًا للتعامل معها، ولديها طرق أكثر فعالية لمواجهتها بأقل تكلفة ممكنة.

نحن في شركة إسناد المالية نقوم بتقديم خدمة إدارة المخـاطر للشركات وذلك لما نملكة من فريق عمل ذو خبره بالمجال، فنحن أول شركة مرخصة من هيئة السوق المالية لمساعدة الأفراد والشركات على الحصول على تراخيص الأعمال التي تمكنهم من تأسيس شركاتهم والحصول على التراخيص اللازمة والإبقاء بمتطلبات الإلتزام والإمتثال وإدارة المخـاطر، كما نعمل على تطوير نماذج الأعمال لنمكن الشركات من الوصول إلى أعلى درجات الحوكمة الإدارية والتشغيلية.

يمكنكم مراسلتنا عن طريق البريد الإلكتروني

يمكنكم مقابلتنا من خلال حجز موعد

يمكنكم الإستفسار من خلال خدمة العملاء

منشورات ذات صلة